ينتشر قرابة 25000 نوع من النحل عالميًّا، موزَّع ضمن 4000 جنس مُصنَّف في 9 فصائل، وينتمي بعضها إلى فصيلة Apidae التي تضم كلًّا من: نحل الخشب (carpenter bee) والنحل الطنّان (bumblebee) ونحل العسل (honeybee).
ولا تقتصر مَهمّته فقط في إنتاج العسل كما يعتقد بعضنا، وإنّما تتعدّاها إلى المحافظة على بقاء الجنس البشريّ على قيد الحياة نظرًا إلى فوائد بيئيّة جمّة، أبرزها:
1- يعدّ النحل مسؤولًا عن إلقاح 85% من جميع المحاصيل الغذائيّة التي يستهلكها الإنسان إضافة إلى المحاصيل المُستخدَمة في تغذية الماشية، فيُساعد في أثناء تغذيته على الرحيق، بنقلِ حبّات الطلع العالقة على أرجله من نباتٍ إلى نباتٍ آخر، ممّا يُساهم في نشر الأنواع النباتيّة وإنتاج المحاصيل الزراعيّة الغنيّة بالعناصر الغذائيّة كالخضار والفواكه والمكسّرات والزيوت التي ستختفي بغياب الملقّحات (النحل وغيره من الحشرات)، إضافةً إلى أنّها تُحسّن من مذاقها وأعدادها وانتظامها.
2- تُنتج سبعةُ أنواعٍ من النحل العسلَ من بين قرابة 20000 نوعٍ من النحل، ويُنتج نحل العسل الغربي 1.6 مليون طنّ من العسل سنويًّا (تحتاج كلّ نحلة إلى 4 ملايين زهرة لإنتاج كيلوغرام واحد من العسل)، الذي يتميّز بخصائص مطهّرة ومُضادّة للجراثيم، إضافةً إلى فوائده الغذائيّة.
3- تُساهم في زيادة إنتاجِ الغذاء ممّا يساعد في ضمان الأمن الغذائيّ لسكّان العالم.
4- يُساهم النحل مع غيره من الملقحات في الحفاظ على التنوّع الحيويّ عن طريق اعتماد 90% من النباتات المزهرة على التلقيح لتتكاثر مجدّدًا إضافةً إلى دورها في تجديد الغابات والحفاظ على نظامها البيئيّ مؤدّيةً بنحو غير مباشر إلى إنتاج الأوكسجين والتقليل من غاز ثاني أكسيد الكربون .
وعلى الرغم من أهميّة النحل في النظام البيئي إلا أنه يُواجهُ خطر التطفّل، كتطفل أكاروس varroa التي تعضّ النحل وتصيبه بفيروساتٍ قاتلة، إضافةً إلى إمكانيّة تسمّمه جراء استخدام المبيدات الحشريّة، وتحرِمُ إقامة مزارع لنوع نباتيّ واحد النحلَ من نظامٍ غذائيٍّ متنوِّع.
وتعمل منظمة الأغذية والزراعة (FAO) بالتعاون مع المنظّمات والمبادرات الدوليّة الأخرى عن طريق خطة عملٍ للمبادرة الدوليّة للملقّحات على تعزيز العمل لحماية الحياة البريّة، والإدارة والاستخدام المُستدام لخدمات هذه الملقِّحات لحمايتها ودعم إنتاجنا الغذائيّ ودخل المزارعين.
كتابة بشاير الخالدي – تاريخ الكتابة: 23 أكتوبر, 2020